من الوباء إلى التحسين

مايو 21, 2021 Bayan Qashqari

في تاريخ ٢ مارس ٢٠٢٠، أعلنت المملكة العربية السعودية عن أول حالة إصابة بفايروس كورونا. ومنذ ذلك الحين، شهدت المملكة تزايداً في عدد الإصابات بالفايروس بشكل مثير للقلق تجاوز ال ٥٠،٠٠٠ حالة معظمها سُجلت في مدينتي الرياض ومكة المكرمة.

أغلقت المدارس، تعطّلت الأعمال التجارية، حُوّل الطلاب والموظفين إلى التعليم والعمل وعقد الاجتماعات عن بعد من منازلهم. تم فرض حظر التجول من قبل السلطات السعودية على مستويات ومراحل مختلفة. بات الناس مستغربون بل وقلقون حيال هذا المرض الخفي. لجأ البعض إلى الطرفة والفكاهة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتخفيف من صعوبة الموقف ومساعدة المجتمع على الصبر والتعايش. ولكن كلنا نتساءل إلى متى؟ متى سينتهي هذا الوضع الغريب؟ متى ستختفي عبارة ” خليك بالبيت” من شعارات الشركات والدعايات وشاشات التلفزيون؟ متى نستيقظ من هذا الكابوس وتعود الحياة إلى طبيعتها كما كانت. أحقا ستعود المياه لمجاريها أم نحن في مرحلة استعداد وتهيئة لنظام جديد ليصبح الجديد هو المعتاد؟

رغم هذه الظروف الصعبة، لا يمكننا إنكار النصف الممتلئ من الكأس. فكثير من الناس أدركوا أهمية الحجر الصحي ولزوم المنزل لمكافحة انتشار فيروس كورونا. بل واكتشف البعض اهتمامات وهوايات جديدة لمساعدتهم على التأقلم مع هذه العزلة والمحافظة على أكبر قدر ممكن من الإيجابية والإنتاجية. يقضي أفراد الأسرة أوقاتًا أكثر مع بعضهم ليصبحوا أكثر قربا وارتباطا من أي وقت مضى. أدركت الشركات مدى أهمية التحول الرقمي واتخذت من هذه الأوضاع فرصة لإعادة التفكير في الكثير من العمليات التجارية واللوجستية من أجل الاستدامة والنجاة من هذه الجائحة.

لم يقتصر أثر الحجر الصحي على الأشخاص والأعمال فحسب، بل امتد أثره ليسجل تطورا ملحوظا في جودة الهواء بعد فرض قرار حظر التجول في المملكة. حيث رصدت أنظمة سديم لمراقبة الحركة المرورية انخفاضاً واضحاً في تعداد المركبات باليوم والساعة. واتخذت التقارير الدورية المستخرجة من أنظمة سديم الاستشعارية المثبتة في مواقع مختلفة بمدن المملكة نفس اتجاه ونمط البيانات. ما يلي هو نموذج لهذه البينات والتقارير لبعض المواقع للتوضيح.

الشكل 1: إحصاء يومي للمركبات في أحد المواقع بمدينة الرياض

الشكل 2: عدد المركبات بالساعة منذ بدء حظر التجول في أحد المواقع بالرياض

كما تشير البيانات البيئية المستخرجة من أنظمة سديم للاستشعار إلى انخفاض الجسيمات الدقيقة الضارة في الجو بعد فرض قرار منع التجول بسبب كورونا.

الشكل 3: تركيز PM2.5 في أحد المواقع في جدة

ليس ذلك فحسب، بل سجلت البيانات البيئية التي تم جمعها من أنظمة سديم للاستشعار أيضا انخفاض في تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بعد فرض قرار حظر التجول. (شكل ٤)

الشكل 4: مستوى ثاني أكسيد الكربون في أحد المواقع في جدة

تشير جميع البيانات الموضحة أعلاه، مدى التزام السكان والمواطنين بقوانين وتعليمات التجول الصادرة من الجهات الحكومية السعودية والتي كان لها دور ملحوظ في انخفاض الحركة المرورية وتحسين جودة الهواء العام. هذا لا يعني أننا يجب أن نتوقف للحظة لنُشيد بجائحة كورونا، بل لاعتبارها فرصة حقيقية للتغيير والتعلم من هذا الوضع النادر من نوعه في التاريخ. إنها حقاً فرصة لإعادة النظر في أمور كثيرة. فرصة للبحث عن ابتكارات وحلول صديقة للبيئة و اكتشاف سبل جديدة وآمنة لإنجاز الأعمال والعمليات التجارية والنقل والمواصلات. فلنعمل معًا من أجل تحقيق المرونة والاستدامة الحضرية، من أجل المحافظة على البيئة وجودة الهواء من حولنا، من أجل الصحة والتمتع بحياة أفضل لجيلنا والعديد من الأجيال القادمة بإذن الله.

أخبار أخرى

آخر الأخبار من سديم

مايو 21, 2021

اليوم العالمي لرواد الأعمال

تحويل التحديات إلى فرص هو صفة أساسية تصنع رائد الأعمال. نحن ...

اقرأ أكثر
مايو 21, 2021

التكنولوجيا المطبقة في مدينة سالتيلو لتحسين عمليات تصريف المياه

تعد العمليات التشغيلية اليومية وإدارة البنية التحتية لشبكة مياه الأمطار مهمة جدا...

اقرأ أكثر
مايو 21, 2021

أمانة الجوف تطلق أنظمة سديم الذكية

أطلقت أمانة الجوف بالتعاون مع شركة سديم العالمية مشروع أنظمة...

اقرأ أكثر
مايو 21, 2021

التعاون مع أمانة جدة

بالتعاون مع أمانة محافظة جدة يسرنا أن نعلن ...

اقرأ أكثر
مايو 21, 2021

أنهت سديم المرحلة الأولى من مشروع DQGA لحلول المدينة الذكية

استكملت سديم، بالتعاون مع الهيئة العامة لحي السفارات، المرحلة الأولى من...

اقرأ أكثر
مشاهدة كل الأخبار