في تاريخ ٢ مارس ٢٠٢٠، أعلنت المملكة العربية السعودية عن أول حالة إصابة بفايروس كورونا. ومنذ ذلك الحين، شهدت المملكة تزايداً في عدد الإصابات بالفايروس بشكل مثير للقلق تجاوز ال ٥٠،٠٠٠ حالة معظمها سُجلت في مدينتي الرياض ومكة المكرمة.
أغلقت المدارس، تعطّلت الأعمال التجارية، حُوّل الطلاب والموظفين إلى التعليم والعمل وعقد الاجتماعات عن بعد من منازلهم. تم فرض حظر التجول من قبل السلطات السعودية على مستويات ومراحل مختلفة. بات الناس مستغربون بل وقلقون حيال هذا المرض الخفي. لجأ البعض إلى الطرفة والفكاهة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتخفيف من صعوبة الموقف ومساعدة المجتمع على الصبر والتعايش. ولكن كلنا نتساءل إلى متى؟ متى سينتهي هذا الوضع الغريب؟ متى ستختفي عبارة ” خليك بالبيت” من شعارات الشركات والدعايات وشاشات التلفزيون؟ متى نستيقظ من هذا الكابوس وتعود الحياة إلى طبيعتها كما كانت. أحقا ستعود المياه لمجاريها أم نحن في مرحلة استعداد وتهيئة لنظام جديد ليصبح الجديد هو المعتاد؟
رغم هذه الظروف الصعبة، لا يمكننا إنكار النصف الممتلئ من الكأس. فكثير من الناس أدركوا أهمية الحجر الصحي ولزوم المنزل لمكافحة انتشار فيروس كورونا. بل واكتشف البعض اهتمامات وهوايات جديدة لمساعدتهم على التأقلم مع هذه العزلة والمحافظة على أكبر قدر ممكن من الإيجابية والإنتاجية. يقضي أفراد الأسرة أوقاتًا أكثر مع بعضهم ليصبحوا أكثر قربا وارتباطا من أي وقت مضى. أدركت الشركات مدى أهمية التحول الرقمي واتخذت من هذه الأوضاع فرصة لإعادة التفكير في الكثير من العمليات التجارية واللوجستية من أجل الاستدامة والنجاة من هذه الجائحة.
لم يقتصر أثر الحجر الصحي على الأشخاص والأعمال فحسب، بل امتد أثره ليسجل تطورا ملحوظا في جودة الهواء بعد فرض قرار حظر التجول في المملكة. حيث رصدت أنظمة سديم لمراقبة الحركة المرورية انخفاضاً واضحاً في تعداد المركبات باليوم والساعة. واتخذت التقارير الدورية المستخرجة من أنظمة سديم الاستشعارية المثبتة في مواقع مختلفة بمدن المملكة نفس اتجاه ونمط البيانات. ما يلي هو نموذج لهذه البينات والتقارير لبعض المواقع للتوضيح.